الخميس، 4 فبراير 2010

صفيّر السنونــو الآخيــر




ضاعت المُتعة من حياته وهو منهمك فى ملاحقة أحلامه ، مر طيفها بخيالة بغتة ،
 ترك ما بيده وعاد ليبحث عن أى شئ يقوده إليها ، حتى ولوكانت يد الرَّزَايَا
تدس الردى على أعتاب الآمل ،تتعثرمحاولاته وتهوى مراراً بأسى يهدهد كيانه 
فى حضن الآلم ، إلا أن وجدها تسير فى تلك الحديقة التى كانت شاهد للقائتهما
  المستمرة ، اقترب منها بروية وما أن تلاحمت نظراتهما ،تذكرت قسوته التى
 اعتصرت شطأنها فى بحرغيابه الطويل، واصلت سيرها غير آبةٍ لرؤيته،
 تبتعد بينهما المسافة ...فنثر رذاذ أنفاسه اللاهبه لتلامس روحها وتناجيها من جديد ،
  تكبل مسيرتها لحظة إدراك أوقفتها هنيهة،مضى صوبها ، وما ان شعرت بدبيب خطواته الوئيدة خلفها ، استتبت لمواجهته، وقف أمامها يرمقها
 بنظرات شوق هائمة ؛ تُسعر القِلىَ بداخلها ، وبإبتسامة مُهشمة تعلو
 محياه قال :

أخيراً وجدتكِ بحثتُ عنكِ كثيراً لكنى لم أفقد الآمل فى لقاؤكِ أنااا..!
 ما لبث بت شفه حتى أزاحت غرتها قائلة :صدقنى بأننى أُجنِبْكَ حرج الإعتذار ،

 فالروح ما عاد فضاء بها يسع لثرثرتك الجوفاء ، ولا تحدق بى هكذا..
 فاللذى تبحث عنه فى قسماتى لن تجده، فقد لاكته الآيام وصادرته سنوات الهوان
 الذى تركته ليسامرنى ليال الهلاك بعد أن قررت الغياب  ،يتلعثم قائلاً:
 "أعلم أنكِ غاضبة ولكِ الحق ولكن دعينا من الماضى وتعالى نفتح معاً صفحة
 جديدة ونبدأ حياتـ...وبإزدراء قاطعته:
"هه سحقاً لهذا العقد الذى وقعت عليه مُسبقاً ولم أعلم أنه مُتجدد بفراق مرهون،،
صوته الناعم أطفأ من ثورها : أريد أن أريكِ شيئاً تعالى معى !
تركته وولت بعيدأ عنه ؛ يطيل النظر إليها بإثم يحصده حاجبيه، وعُبَّ القَذَى
يقدح مقلتيه ، ولىّ وجه يتبع ظله ليحصد الحضيض مُجدداً على صدر العتم ،
 تختلس هى من بعيد أخر نظراتها إليه حتى تلاشى كقطرة روح
 لفحتها خصلة الوداع وبهيمنه يشد طرف ثوبها قائلا: أمى من هذا الرجل ؟!
ردّت :  لا تقلق حبيبى هذا مُجرد عابر قد أخطأ العنوان .!


تمــت ....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق